السبت، 13 ديسمبر 2014

الوسائل التعليمية في مواد التربية الإسلامية
الإدراك هو الطريق الأساس للتعلم وبدون إدراك لا يكون هناك تعلم والإدراك يكون عن طريق الحواس التي هي أدواته ، وعن طريقها يعي الإنسان ما حوله في المحيط الذي يعيش فيه ، وفي هذه الأيام أصبح الإنسان وكأنه يعيش في جميع أنحاء العام نظرًا لتوفر الوسائل التي تحقق ذلك ، فلا يحدث شيء في أصغر ولا أكبر جزء في هذا العالم إلا و ينتقل خلال دقائق محدودة معدودة إلى جميع أنحاء العالم ، وعلى الإنسان أن يستخدم حواسه ليدرك ماذا حدث وما يحدث وإذا أدرك حصل الاتصال ، وإذا حصل الاتصال حصل التعلم .
الاتصال :
يتميز الإنسان بقدرته على تكوين ثقافة اجتماعية ، وهذه الثقافة تنتقل عن طريق الاتصال الذي هو جوهر استمرار الحياة وبالتالي استمرار التربية ، وهذا يعني :
أن الاتصال هو أي عنصر يساعد على توصيل رسالة أو معنى أو مفهوم أو حقيقة أو فكرة أو نقلها من شخص لآخر ، وهذا بالطبع ينعكس على عمل المعلم ، فإذا نجح المعلم في طريقة اتصاله بتلميذه فإن هذا يعنى أن طريقته في التدريس ناجحة .
وكلما كانت وسائل الاتصال تعتمد على الوسائل الحسية المتعددة ؛ استطعنا أن نحكم بجودة الاتصال ، وقوة تأثيره ، وكلما اعتمد الاتصال على العنصر اللفظي كلما قل تأثيره . ومن هنا كانت أهمية الوسيلة التعليمية .
أركان الاتصال :
والاتصال في التعليم لابد له من مرسل وهو المعلم .
ومن مستقبل وهو التلميذ .
ورسالة وهي الموضوع أو المادة .
وقناة الاتصال وهي الوسيلة التعليمية .
والتغذية الراجعة وهي المعلومات .
وهناك عوائق للاتصال تتمثل في:
الإغراق في اللفظية الزائدة .
فهم الفكرة بصورة مغايرة .
شرود الذهن .
أحلام اليقظة .
قصور الإدراك الحسي .
ضعف الدافعية للتعلم .
بيئة الصف .
تفجر المعرفة .
الزيادة في أعداد التلاميذ في الحجرة الواحدة .
وللتغلب على هذه العوائق كان من الضروري جدَا الاهتمام بالوسيلة التعليمية واستخدامها ، وطريقة اختيارها .
أولاً : معنى الوسيلة : هي أداة أو جهاز أو حركة تساعد المعلم على إيصال المعلومة إلى ذهن التلميذ وتزويده بخبرة أو أكثر دون عناء أو تعب .
ثانيًا : أهمية الوسيلة التعليمية :
التشويق والإثارة .
جذب التلاميذ لموضوع الدرس .
تسهيل مهمة المعلم في إيضاح المعلومة وتقريبها واختصار الوقت في ذلك .
تبعث روح التجديد والابتكار لدى المعلم ، وتجبره على التفكير السليم في موضوع درسه.
تنمي مقدرة التلميذ على الملاحظة والتفكير والمقارنة .تجعل المادة محببة لدى التلاميذ .
تزيد من خبرة المتعلم وتجعلها أقرب إلى الواقعية .
تساعد على إشراك جميع الحواس .
تقلل من الوقوع في اللفظية الزائدة .
تكون مفاهيم سليمة .
تزيد من إيجابية التلاميذ .
تنوع أساليب التعزيز .
تساعد على مراعاة الفروق الفردية .
تساعد على ترتيب أفكار التلاميذ .
تؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات .
ثالثًا : إجراءات ينبغي مراعاتها عند استخدام الوسيلة :
عدم مخالفتها للشرع .
تحديد الأهداف التي نهدف إلى تحقيها من خلال هذه الوسيلة .
منا سبتها لعمر التلميذ الزمني وحالته .وهذا يتطلب معرفة خصائص الفئة المستهدفة من التلاميذ .
معرفة أهداف ومحتوى المادة الدراسية .
ألا تطغى الوسيلة على الجوانب المهمة في الدرس .
ألا تكون مكلفة ماديًا بصورة ثقل كاهل المعلم أو التلميذ ، أو المدرسة .
أن يراعى فيها الوضوح والدقة .
تجربة الوسيلة .
تهيئة أهان الطلاب لاستقبال الرسالة التي تهدف إلى إيصالها عن طريق الوسيلة .
تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة .
تقويم الوسيلة .
متابعة الوسيلة .
الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها في مواد التربية الإسلامية :
السبورة :
وهي وسيلة هامة لتدوين المعلومات ، أو إيضاح الأشكال عن طريق رسمها ، أو كتابة النصوص المراد تدريسها ، أو الاستدلال بها ، ويمكن استخدامها لتعليق أوراق أعدت مسبقًا ، ، خاصة إذا كانت خلفيتها معدنية قابلة لجذب المغناطيس ، وهذا النوع متوافر في أغلب المدارس . ولا يمكن الاستغناء عن السبورة في أية درس مهما كان ؛ لذا كان توفيرها في جميع الصفوف أمرًا ضروريًا .وينبغي وضعها في مكان بارز بحيث يراها جميع الطلاب ، وألا تكون في مقابل الضوء بحيث يمكن تجنب انعكاس الضوء الذي يؤذي أبصار التلاميذ ، وينبغي أن تكون السبورة نظيفة ، وليس بها بقع تؤثر على وضوح الكتابة .
العوامل التي تساعد على استخدام السبورة :
أ)- حسن الترتيب والتنظيم ، وذلك بتقسيم السبورة إلى أقسام : قسم على الجانب الأيمن للعنوان .وقسم في الوسط للملخص السبوري للدرس ، وقسم في الجانب الأيسر للمفردات ، وما يمكن الخروج به من الدرس من فوائد .
ب)- وضوح الخط ، واستخدام الطباشير ذي النوعية الجيدة .
ج)- خلو الكتابة من الأخطاء الإملائية والنحوية .
د)- حسن الخط .
هـ)- استخدام الطباشير الملون .
السبورة الوبرية :
وهي لوحة مغطاة بقماش سميك يمكن تعليق البطاقات أو المصورات عليها بواسطة الصنفرة ، وذلك بإلصاق قطعة من الصنفرة خلف البطاقة أو المصورة ؛ ثم توضع على ظهر هذه اللوحة فتثبت .
ويمكن الاستفادة من هذه اللوحة في مواد التربية الإسلامية في تعليق البطاقات التي كتب عليها بعض المصطلحات أو الألفاظ أو المصورات عن الحج أو الوضوء أو الصلاة ونحو ذلك .
لوحة الجيوب :
وهي لوحة مقسمة إلى جيوب متساوية أفقيًا ورأسيًا ، بحيث توضع بطاقة في كل جيب تحتوي على لفظة من تعريف ، أو جملة مفيدة ، أو آية ، أو حديث ، ويطلب من التلميذ وضع هذه البطاقات في الجيوب مرتبة بحيث تكون جميع أجزاء النص .أو توضع زيادات في النص ويطلب من التلميذ التعرف على تلك اللفظة الزائدة وإزاحتها عن بقية مفردات النص من الجيوب .
السبورة الضوئية ، ( أو جهاز عرض ما فوق الرأس ) :
ويتوافر هذا الجهاز في غالبية المدارس ويسمى ( الأوفرهيد ) وهو سهل الاستخدام ، سهل الصيانة ، إلا أنه يتطلب منا الحذر في أثناء تشغيله ، وإطفائه ، للمحافظة على المصباح لأنه غالي الثمن ونادر وجوده في السوق .
ولاستخدام هذا الجهاز طريقتان :
الأولى : أن يستخدم المعلم الجهاز كالسبورة فيكتب المعلم بقلم خاص على شريحة بلاستيكية معدة على بكرة لتظهر الكتابة أمام الطلاب على الشاشة ، وكأن المعلم يكتب على السبورة ، وكلما امتلاء الحيز الذي على الجهاز أدار المعلم بكرة الشرائح فظهر حيز آخر خال من الكتابة . وهذا يقوم مقام استخدام السبورة الأصلية ، ولهذه الطريقة عدة فوائد منها :
أ)- أن المعلم لا يدير ظهره للتلاميذ كما يحدث عند الكتابة على سبورة الفصل ، وهذا يمنع تشاغل التلاميذ عن الدرس .
ب)- قدرة المعلم على الرجوع إلى ما كتبه على الشريحة ، فيستطيع تقويم عمله وتصحيح خطئه ، واختصار الوقت ، وهذا لا يتوافر عند استخدام السبورة العادية .
ج)- لا ينتج عنها الرذاذ المتطاير عن الطباشير الذي يؤدي إلى الإضرار بصحة التلاميذ والمعلمين .
الثانية : أن يستخدم المعلم شرائح أعدت مسبقًا ، و يكون ذلك بنسخ ما يريد عرضه على التلاميذ مثل الآيات أو الأحاديث أو الخرائط ، والرسومات التوضيحية على شرائح إما بواسطة جهاز تصوير الشرائح المتوافر في أغلب المدارس أو بواسطة آلة التصوير العادية ، ولكل شرائحه الخاصة ، إلا أن إنتاجها عن طريق جهاز تصوير الشرائح أفضل ؛لأن المادة المصورة تبقى فترة أصول من التصوير بآلة التصوير العادية .
السبورة الإضافية :
وهي مثل سبورة الفصل إلا أنها أصغر منها مساحة في الغالب، ويمكن تحريكها ونقلها من مكان لآخر إما على عجلات أو بحملها باليد ، ولها أهمية كبيرة بالنسبة لمعلم التربية الإسلامية ، بحيث يتمكن من كتابة النص المراد تدريسه سواء أكانت آيات أو أحاديث أو أقوال لعلماء السلف في حصة فراغه في غرفة المعلمين .كما يمكن تدوين ملخصات سبورية عليها ليجري عرضها بعد مناقشة الموضوع . وبذلك يمكن اختصار الوقت ، والاستفادة من السبورة الأصلية في كتابة بعض أجزاء الدرس خاصة في المدارس التي لا تتوافر فيها أجهزة عرض ما فوق الرأس .
الورق المقوى :
دروس التربية الإسلامية غالبًا عبارة عن نصوص من القرآن أو السنة ، ومن الضروري أن يكون النص معروضًا أمام التلاميذ ، وتعرض النصوص عادة إما عن طريق السبورة الأصلية أو السبورة الإضافية أو الكتاب أو بتصوير النص على عدد التلاميذ وتوزيعه عليهم ، أو بكتابة النص على ورق مقوى أو عن طريق الأوفرهيد .والطريقتان الأخيرتان أفضل الطرق لأنه يمكننا من الاحتفاظ بالنص المكتوب واستخدامه لعدة سنوات وبذلك نوفر الجهد والمال ، مع التنبه إلى وضوح الكتابة وخلوها من الأخطاء النحوية والإملائية، أو النقص والزيادة .
ويشترط أن تكون الورقة المقواة سهلة التعليق ، وذلك بوضع قطعتين من الخشب في أسفل وأعلى الورقة كما هو الحال في الخرائط ، أو بتجهيز قطعة من الخشب أو الفلين بقدر الورقة المقواة وتثبيتها عليها بواسطة الدبابيس .
البطاقات :
ويمكن استخدام هذه البطاقات في إيضاح المفردات ومعانيها ، أو في بيان الأركان والواجبات في الشريعة . فتوضع المفردة في بطاقة وتعرض أمام التلاميذ ، وتعرض معانيها في بطاقات أخرى فيقوم التلاميذ باختيار معنى المفردة من البطاقات الأخرى .أو عرض مفردات مكونة لتعريف ما كل مفردة على بطاقة ويطلب من التلميذ ترتيب هذه المفردات بحيث تُكَوِّنُ جملة التعريف . أو يمكن أن توضع الأركان أو الشروط أو الواجبات في بطاقات غير مرتبة ويطلب من التلميذ ترتيبها ، وهكذا .
آلة التسجيل :
وهي مهمة جدًا لمعلم التربية الإسلامية وخاصة في مادة القرآن الكريم ، فيمكنه عن طريقها عرض الآيات المقررة في الحفظ أو التلاوة أو التفسير في أثناء الدرس ، ويمكن أن يقوم المعلم بتسجيل تلاوة تلاميذه على شريط مخصص ، أو على شريط خاص بالطالب لتسهيل عملية تقويم الدرس ، وحتى يتمكن التلميذ من مراجعة تلاوته ، وتقويمها ، ويتمكن ولي الأمر من الاطلاع على مستويان أبنائهم في التلاوة على حقيقتها ، وخاصة أن الاختبارات في مادة القرآن الكريم شفوية .
كما يمكن استخدام آلة التسجيل لتضخيم أصوات التلاميذ _ إذا كان الجهاز يحتوى على المذياع الذي يتوافر فيه موجة (FM ) حيث يتم تشغيل المذياع على تلك الموجة ويعطى التلميذ اللاقطة الخاصة عند قيامه بالتلاوة .وهذا يفيد في عدة جوانب منها :
أ)- التغلب على ضعف أصوات التلاميذ .
ب)- التغلب على عامل الخجل لدى بعض التلاميذ .
ج)- التغلب على العيوب الناجمة جراء وقوف المعلم بالقرب من التلميذ الذي يتلو نظرًا لضعف صوته ، حيث يتمكن المعلم الاستماع لتلاوة التلميذ وتسجيلها والإحاطة بجميع التلاميذ ، لأنه إذا وقف بالقرب من التلميذ فسوف يكون خلفه جزء من تلاميذ الفصل ، وعند ذلك يتشاغل التلميذ عن الدرس .
غير إنه ينبغي التأكد من سلامة الأجهزة واللاقطة ؛ كي لا يؤثر ذلك على سير الدرس .
9- جهاز الفيديو :
يمكن عرض أشرطة تحتوي على مواد أو موضوعات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالدرس عن طريق جهاز الفيديو ، ومن ذلك الاستفادة من الأحداث اليومية التي يجري عرضها عن طريق التلفاز حيث يقوم المعلم بتسجيلها وعرضها على التلاميذ في غرفة الدراسة ، أو الأشرطة التي تحتوى على مواضيع تتعلق بالدرس مباشرة كطريقة أداء الصلاة أو الحج وغيرها ، أو الأشرطة التي تحتوي على مواضيع تبين أحوال العالم الإسلامي ونشاطات المسلمين الدينية والاجتماعية ، ومساجدهم .أو الأشرطة التي تحتوي مواد علمية يستطيع المعلم من خلالها تقريب معنى آية قرآنية أو حديث نبوي ، وكذلك الأشرطة التي تحوي تمثيليات تعالج موضوعًا من الموضوعات الدراسية .وهذه الأشرطة يمكن استخدامها أثناء التمهيد للدرس أو أثناء العرض أو المناقشة أو الاستنتاج أو التطبيق .
وتتميز هذه الوسيلة بسهولة استخدامها وتيسر الموضوعات فيها وكثرتها ، بل حتى إنتاجها ، فيستطيع المعلم عن طريق آلة التصوير الخاصة بالفيديو _ وهي متوفرة كثيرًا - إنتاج شريط يحوي المادة أو الموضوع الذي يراد عرضها على التلاميذ في الدرس .
10- جهاز العرض السينمائي :
ويمكن استخدام جهاز العرض السينمائي في الأغراض يستخدم فيها جهاز الفيديو ، إلا أنه لا يمكن للمعلم القيام بإنتاج الشريط السينمائي حيث يتطلب ذلك إمكانات ومعامل خاصة لا تتوافر في المدارس أو المنازل .كما أن استعماله ليس بالسهولة التي يمكن عن طريقها استعمال الفيديو .
جهاز عرض الصور الشفافة الثابتة ( السلايدات ) :
وهو يستخدم في الأغراض التي يستخدم فيها الفيديو والسينماء نفسها ، غير أن صور هذا الجهاز ثابتة ، إلا أنها تتميز بإمكان الوقوف عند كل صورة مدة طويلة غير محدد وبنفس الوضوح ، وهذه الخاصية تعطي المعلم القدرة على مناقشة تلاميذه في محتويات كل صورة على حدة . كما أنه يمكن إنتاج الصور الشفافة بسهولة.
وتتوافر في المدارس غالبًا الكثير من الصور الشفافة ( السلايدات ) التي تخص المواد الأخرى مثل العلوم والجغرافيا وعلى المعلم الاطلاع عليها للاستفادة منها في دروس التربية الإسلامية ، فعلى سبيل المثال هناك صور شفافة تحتوي على إيضاح لمراحل نمو النبات في مادة العلوم ويمكن الاستفادة منها عند مناقشة الآية ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبًا ثم شققنا الأرض شقًا … ) الآية ، كما يمكن عرض صور الجبال وكيف تتحرك بفعل الزلازل والبراكين عند مناقشة قوله تعالى : ( وتكون الجبال كالعهن ) ، وقوله تعالى :( يوم ترجف الأرض والجبال ) ، وقوله تعالى : ( وإذا الجبال نسفت) .وهكذا.
الفانوس السحري :
ومهمة هذا الجهاز ؛ تكبير الصور العادية ، لعرضها أمام التلاميذ في الصف ، أو لرسم الصورة مكبرة وبخاصة الخرائط .
المصورات :
ويمكن أن يستفيد معلم التربية الإسلامية من المصورات المتوافرة في المدرسة وغيرها مثل الصور المكبرة للكعبة ، وحجر إسماعيل ، ومقام إبراهيم ، والحجر الأسود ، وجبل النور ، وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبري أبي بكر وعمر ، أو المصورات التي توضح الكيفية الصحيحة للصلاة والوضوء والتيمم. وغير ذلك .
الوسائل المتاحة للمواد الأخرى :
تتوافر في المدارس وسائل كثيرة للمواد الأخرى مثل العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا ، إلا إنه يمكن في الوقت نفسه استخدامها في مواد التربية الإسلامية .ومتى معلم التربية الإسلامية جادًا وحريصًا على إفادة تلاميذه ؛ فسوف يتمكن من التعرف على هذه الوسائل واكتشاف ما يمكن الاستفادة منه في مادته ؛ فهناك الأفلام الثابتة والمتحركة التي تحوي أشياء تتضمن الدلالة على قدرة الله وعظمته في تصريف هذا الكون ، ودقته في تنظيمه ، ونصوص القرآن والسنة التي يتعلمها التلاميذ كثيرًا ما تتعرض إلى هذا . وفي المعمل الخاص بمادة العلوم أجزاء تشبيهية لجسم الإنسان ، يمكن أن يستفيد منها المعلم حين التعرض للنصوص التي تبين قدرة الله في خلق الإنسان ، وتفضله عليه بهذا الخلق . والخرائط المتوافرة في معمل مادة الجغرافيا يمكن أن يستفيد منها المعلم في بيان الأمكنة والمواقع الإسلامية .
وهذه بعض الأمثلة :
عند تدريس صلاة الكسوف والخسوف يمكن الاستفادة من جهاز الكسوف والخسوف المتوافر في معمل مادة الجغرافيا لإيضاح هذه الظاهرة .
عند تدريس زكاة المعادن في الفقه يمكن الاستفادة من المعادن المتوافرة في معمل مادة العلوم ؛ لإيضاح ما هو من جنس الأرض ، وما هو من غير جنس الأرض.
عند تدريس المواقيت والهجرة النبوية يمكن الاستفادة من الخرائط المتوافرة في المدرسة للجغرافيا أو التاريخ .
عند تدريس قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) ، يمكن الاستفادة من الأفلام الثابتة أو المتحركة التي تبين مراحل نمو الجنين .
عند تدريس قوله تعالى : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا ، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)، يمكن الاستفادة من الأفلام والمصورات المتوافرة عن العنكبوت ، إضافة إلى الإتيان بخيوط العنكبوت .
عند تدريس سورة الزلزلة يمكن الاستفادة من الأفلام والصور المتوافرة عن الزلازل والبراكين في مادتي العلوم والجغرافيا .
عند تدريس سورة الواقعة يمكن الاستفادة من الأفلام التي تبين كيفية نزول المطر _ بإذن الله – وكيفية تكون الأشجار والنباتات وتكوينات الفحم الحجري في معامل مادتي الجغرافيا والعلوم .
عند تدريس سورة الملك يمكن الاستفادة من الأفلام والمصورات التي تبين جمال السماء وحركة النجوم وغيرها .
عند تدريس سورة التين يمكن الاستفادة من الأجزاء التشبيهية لجسم الإنسان ، كالمعدة ، والكلى والقلب وغيرها ؛ لإيضاح قدرة الله سبحانه في خلق الإنسان في أحسن تقويم .
عند تدريس المقادير في الأنصبة يمكن استخدام المكاييل المتوافرة في المعمل ، وكذلك الموازين وغيرها .
البيئة :
تعتبر البيئة مصدرًا رئيسيًا للوسائل التعليمية في التربية الإسلامية ، سواء أكانت البيئة المدرسية أو الخارجية ، فالشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسماء ، والجبال ، والشجر ، والزروع ، والدواب ، والحجر ، والناس ، والهواء ، والأمطار ، وغيرها ؛ وسائل يستغلها معلم التربية الإسلامية الناجح بغرض إيصال المعلومة الصحيحة إلى ذهن التلميذ بصورة ميسرة وسهلة وواضحة ؛ لأن نصوص القرآن والسنة دائمًا ما تتعرض لذلك ؛ إما منشئة من خلالها حكمًا كحركة الشمس لتحديد أوقات الصلاة ، أو القمر لتحديد الشهور مثلاً، أو موضحة عظمة الخالق _جل وعلا _ وقدرته بغرض زيادة الإيمان والتصديق بوجود الله وقدرته على الخلق والإحياء والإماتة ؛ كما في قوله تعالى : ( وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل ، صنوان وغير صنوان يسقى بماء ، ونفضل بعضها على بعض في الأكل ، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) .
فإذا كان النص منشئًا حكمًا ، يمكن المعلم أن يأخذ تلاميذه خارج الصف أو المدرسة ؛ ليقف التلاميذ بأنفسهم على الحقيقة . فلو كان موضوع الدرس : زكاة السائمة ، وبالقرب من المدرسة مراع للإبل أو مشاريع للأبقار ، أو مزارع للأغنام فأخذ المعلم تلاميذه إلى هذه الأماكن ؛ لوقف التلاميذ بأنفسهم على معنى السائمة وغير السائمة ولتعرفوا على الطبيعة على الأنعام التي تجب فيها الزكاة . ، وكذا لو كان الدرس في زكاة الزروع والثمار فخرج المعلم بتلاميذه إلى المزارع القريبة لوقف الطلاب بأنفسهم على تلك الزروع والثمار وعرفوها على الطبيعة ، وفرقوا بين ما يسقى بماء المطر وغيره . وإذا كان النص يتعرض لتحريم إلقاء الأذى في طريق الناس فخرج المعلم بتلاميذه إلى الشوارع التي يوجد فيها الأذى لتعرف التلاميذ بأنفسهم على مقدار الأذى الذي يحصل للناس .
وأما إذا كانت النصوص توضح قدرة الله سبحانه وتعالى _ كالآية السابقة – فالأفضل الخروج بهم إلى حديقة المدرسة ، أو أقرب مزرعة إلى المدرسة ليتعرفوا بأنفسهم على أنواع الزروع ويتذوقوها ؛ فهذه طماطم طعمها يميل إلى الحموضة ولونها أحمر ، وهذا فلفل طعمه حار ، ولونه أخضر ، وهذا تمر طعمه حلو ولونه أصفر ، إلى غير ذلك ، مع أنها كلها تسقى بماء واحد ، وفي أرض واحدة ، وجوها واحد . فلماذا اختلفت مذاقاتها ؟ وألوانها ؟! إن في ذلك دلالة على القدرة الإلهية العظيمة .
الخامات :
تتوافر في المدرسة وخارجها العديد من الخامات مثل الأخشاب والأوراق والمواد الطينية ، أو الإسمنتية ، والألوان ، والأقمشة ، والصفائح المعدنية ، وغيرها ؛ ومعلم التربية الإسلامية الناجح يستغل هذه الخامات لإنتاج وسائل خاصة لدروسه . وكلما شارك التلاميذ في إعداد هذه الوسيلة كلما كان أثرها تربويًا أقوى ، وفي مثل هذه الوسائل يمكن لمعلم التربية الإسلامية أن يستعين بمعلم التربية الفنية .
ومن الوسائل التي يمكن إنتاجها بواسطة الخامات ، عمل مجسم للكعبة يوضح من خلاله موقع الحجر الأسود وحجر إسماعيل ، ومقام إبراهيم ، وبيان طريقة الطواف بالبيت ، وعدد الأشواط وأين يبدأ الطواف ، وموقع الدعاء المأثور في الطواف .
وكذلك يمكن بواسطة الطين أو الإسمنت أو الجبس عمل مجسمات للمشاعر المقدسة لاستخدامه في إيضاح طريقة الحج .
كما يمكن وضع نموذج من الخشب للقبر ، أو حفر قبر في فناء المدرسة لبيان الطريقة الشرعية التي يتم بها حفر القبر وإدخال الميت فيه ، ودفنه . .
كما يمكن استخدام القماش في رسم الخرائط التي توضح مواقع الأماكن المقدسة .
كما يمكن استخدام الفحم والطيب لإيضاح الفرق بين نافخ الكير وحامل المسك مثلاً.
العينات :
ونقصد بالعينات : تلك النماذج الحقيقية للأشياء المراد إيضاحها . وهي تتوافر في المدرسة ، أو في المنزل ، أو يمكن شراؤها من السوق .
والعينات في التربية الإسلامية كثيرة مثل : جنيه الذهب ، والريال العربي السعودي ، ونموذج من الحلي ، وأنواع الطعام الذي يجوز إخراجه في زكاة الفطر ، وملابس الإحرام ، وعنقود العنب لبيان المتموه من غير المتموه.والجوارب والخفاف ، لإيضاح ما يجوز المسح عليه وما لا يجوز ، وعينات من المياه لإيضاح الماء الطاهر والطهور والنجس ، وعينات من الأقمشة لبيان ما يستر العورة ، وما يصف منها العورة ، وعينات من الروث ، والعظام ، والطعام ، والكلام المحترم ، لبيان ما يصح الاستجمار به وما لا يصح. والصاع، والمد ، والمكاييل الأخرى ، والموازين ، والكتب العلمية التي يجري ذكرها في المقررات مثل صحيحي البخاري ومسلم ، والتفاسير المعروفة وغيرها؛ ليشاهدها التلاميذ حقيقة ويقرءون فيها .
الحاسب الآلي :
يعتبر الحاسب الآلي الآن من أهم الوسائل التعليمية لمعلم التربية الإسلامية ، حيث توفرت الكثير من البرمجيات التي تخدم مادة التربية الإسلامية ، والنشاطات المصاحبة لها ، ويمكن لمعلم التربية الإسلامية استخدام الحاسب الآلي في المجالات الآتية :
أولاً: في الوصول إلى المعلومات سواء المبسطة أو الموسعة عن طريق البرمجيات الآتية :
برامج القرآن الكريم للوصول إلى مواقع الآيات من السور ، وتفسيرها ، ومعاني المفردات .
معاجم الحديث النبوي للوصول إلى تخريج الأحاديث والتأكد من ألفاظها وبيان شروحها ومعاني المفردات فيها ورواتها .
برامج الفتاوى الشرعية للوصول إلى الفتاوى في بعض الجوانب .
البرامج الفقهية للوصول إلى المسائل الفقهية ومصطلحات الفقه .
البرامج التي تعالج مواضيع معينة مثل البرامج التي توضح كيفية الصلاة وكيفية الحج وكيفية الوضوء .
البرامج التي تشتمل على بعض الأماكن التي لها علاقة بالشعائر الدينية .
البرامج التي تشتمل على بعض المصادر والمراجع الهامة للدين الإسلامي والتعريف بهذه المصادر والمراجع ومؤلفيها .
البرامج التي تشتمل على بعض الظواهر الكونية للاستدلال بها على قدرة الله وفضله على الناس .كالبرامج التي تشتمل على معلومات عن السحب ونزول المطر والبراكين والجبال والنجوم والأقمار والشمس وطريقة تكون الجنين وحياة النباتات وغير ذلك .
ثانيًا : في تدريب التلاميذ على تلاوة القرآن الكريم وتجويده ونطق بعض الألفاظ الصعبة ، فهناك بعض البرامج تتيح للتلميذ الاستماع أولاً للتلاوة ثم تلاوة الآيات وتسجيلها ثم الاستماع ثانية إلى التلاوة الصحيحة ومقارنة تلاوته بالتلاوة الصحيحة .
وهناك بعض البرامج تطرح أسئلة في مواضيع شرعية لها علاقة بالموضوع الذي يعالجه المعلم ويجيب التلميذ عليها ويبين الجهاز صحة الإجابة من عدمها .وهذا من شأنه التشويق والإثارة .
ثالثًا : في عرض الموضوع واستخدامه بديلاً للسبورة ، وذلك طريق برامج خاصة مثل ( البور بوينت ) .
رابعًا : يمكن استخدام الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) في الوصول إلى بعض المعلومات التي لها علاقة بموضوع الدرس وخاصة الأحداث اليومية التي تمر على العالم ويمكن الاستفادة منها في توصيل المعلومة الجديدة إلى أذهان التلاميذ .


وأخيرًا المعلم المخلص لا يبخل أبدًا على تلاميذه بكل ما يمكن أن يثبت المعلومة ويقربها إلى أذهانهم ، ويوصل إليهم الحقائق والمفاهيم بصورة غير قابلة للتفاوت ، وذلك بالتفكير العميق في الوسيلة التعليمية المناسبة لدرسه سواء قام بإعدادها هو ، أو اختارها مما هو معد سلفًا ، أو أحضرها معه من البيت ، أو السوق ، أو كلف تلاميذه بذلك إذا كان هذا لا يشق عليهم ، ولا يثقل كواهلهم ؛ نظرًا لأهمية استخدام الوسيلة التعليمية بسبب اجتماع الحواس في هذه العملية كما سبق البيان .
التعليم عن بعد ( مفهومه - تطوره - متطلباته - الحاجة إليه - شروط نجاحه - تطبيقه )
مقدمه :
ساعد التطور المتسارع في التقنيات المعلوماتية والاتصال الحديثة على رواج استخداماتها التعليمية، مما أدى إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد، وبروز صنوف جديدة، أكثر فعالية، منها، ورسوخ مقاربة التعليم "متعدد القنوات".
إذ يمكن، من حيث المبدأ، التفرقة بين التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي (حيث يترتب على الالتحاق ببرنامج للتعليم عن بعد إكمال مرحلة تعليمية أو الحصول على مؤهل)، وبين التعليم عن بعد كمكمّل للتعليم التقليدي في سياق "التعليم متعدد القنوات"، الذي تقوم فيه أشكال من التعليم عن بعد في ضفيرة حول التعليم في المؤسسات التعليمية النظامية.
وقد أصبح التعليم عن بعد، وتعدد القنوات التعليمية، عنصرين جوهريين، ومتناميين، في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة.
ومعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعانى من أوجه قصور ومشكلات يظهر أن التعليم عن بعد، خاصة في سياق التعليم متعدد القنوات، يمكن أن يساهم في مواجهتها. ويقع على رأس قائمة القصور هذه مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي إما بسبب النوع أو البعد المكاني، أو الفقر. ولا يقل عن ذلك أهمية انخفاض نوعية التعليم، وضعف العلاقة بين التعليم ومقتضيات التنمية والتقدم.
غير أن مشكلات نسق التعليم، وسمات السياق العام للتعليم في البلدان النامية، يمكن أن تُنتج أنماطا من التعليم عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا لم يخطط لها بروية، وتوفر لها الإمكانيات الكافية. كذلك قد يفاقم اعتماد تعدد القنوات التعليمية، دون تحسب دقيق، من مشكلات تنظيم الأنساق التعليمية وإدارتها بكفاءة.
ولذلك فإن الاستغلال الناجع  للتقنيات المعلوماتية والاتصالات الحديثة في التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات، يمثل تحديا ليس بالهين.
مفهومه :
حيث المبدأ، يقوم التعليم عن بعد على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه. وبهذا يفقد كلا المعلم والمتعلم خبرة التعامل المباشر مع الطرف الآخر[2]. ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلم وسيط. وللوساطة هذه جوانب تقنيية وبشرية وتنظيمية.
كما يمكّن التعليم عن بعد المتعلم من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه، دون التقيد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للقاء المعلمين، باستثناء اشتراطات التقييم[3]. الأمر الذي يعنى حضور "المدرسة" للمتعلم بدلا من ذهابه للمدرسة في التعليم التقليدي.
وينطوي كل ذلك، في النهاية، على غياب القرناء بالمعنى التقليدي في كثرة من أشكال التعليم عن بعد.
ولكل ذلك لا يمكن أن يقوم نسق فعال من التعليم عن بعد في غياب تواصل قوى، ومتبادل، بين المعلم والمتعلم عن بعد، ويفضل أيضا بين قرناء على البعد، يتكيف حتما بالتقنية ووسائط الاتصال المستخدمة. إذ أن غياب هذا التواصل يعنى تدهور التعليم عن بعد إلى صورة"حديثة" من التعليم بالمراسلة من خلال الدرس المستقل للمتعلم.
تطوره :
في البداية، كان التعليم عن بعد يعنى التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كان الخدمة البريدية التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المتعلم والمعلم. ولكن جعبة التقنيات التي تستعمل في التعليم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية. فتوفر تطبيقات الحواسيب حاليا سبل نقل النص، والصورة، والحركة، والخبرة الحسية (من خلال أساليب "الحقيقة الظاهرية") كأساليب للاتصال تبز أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس العادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة.
فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسية في المجتمعات البشرية، كان طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطور التقانى. وحيث يعتمد التعليم عن بعد بوجه خاص على تقنيات الاتصال، مهّد كل طور من التطور في هذه التقنيات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بعد.
فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدى بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي.
في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولى تراخيص "الراديو التعليمي" في العشرينيات الأولى من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيوني التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولى، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام 1971 في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت "مؤسسة العلم القومية" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفى أماكن العمل وفى البيوت.
متطلباته :
لكل نوع من التعليم عن بعد، وفى الواقع لكل هدف تعليمي محدد وسائط تقنية أكثر مناسبة من غيرها، فالراديو يساعد على شحذ الخيال، والتلفزيون فعال في التعامل مع الأحداث المركبة، والحواسيب تناسب اكتساب المهارات الناجمة عن التكرار والممارسة والتفاعل (وبالمناسبة، تدل البحوث الحديثة في تكوّن الذاكرة طويلة الأجل على الدور الجوهري لتكرار الخبرة). ولذلك فإن تعدد الوسائط التقنية، في سياق التعليم متعدد القنوات، يوفر مجالا أرحب لإثراء العملية التعليمية. كذلك يتكيف استخدام الوسائط التقنية بظروف المجتمع المحدد الذي تقوم فيه، سواء من حيث التوافر، أو النوعية أو كفاءة الاستغلال.
وتجدر الإشارة هنا إلى ملحوظتين أساسيتين.
الأولى أن استعمال أشكال التعليم عن بعد المختلفة والتركيز النسبي على أي منها، في أي مجتمع، رهن بالتشكيلة التقنية القائمة فيه وبمقوماتها المجتمعية، بما في ذلك البنية الأساسية والتنظيمية.
والثانية، أن استخدام الأشكال الأكثر فعالية من التعليم عن بعد، تلك التفاعلية باستخدام الحواسيب والشبكات، والمؤثرة على نوعية التعليم، حديث نسبيا حتى في المجتمعات المتقدمة. وأن هذه الأشكال هي في الوقت نفسه الأكثر كثافة تقنيا، والأعلى تكلفة، والأكثر حاجة لبنى تحتية مكلفة هي الأخرى. والبلدان النامية مستقبلة متأخرة لهذه الإمكانيات، ومن ثم لن يمكن، وفق مجريات الأمور الراهنة، التوصل لها إلا لأقلية، تتضاءل في المناطق الأفقر.
ويقل توافر وسائل الاتصال الحديثة في البلدان النامية مع حداثة وسيلة الاتصال، وارتفاع ثمنها (التليفون والفاكس والحواسيب والإنترنت) ومدى حاجتها لبنية أساسية مكلفة (التليفون والفاكس والإنترنت). وبعبارة أخرى، يقل توافر وسائل الاتصال كلما زادت فعاليتها في التعليم عن بعد ومن باب أولى، في التعلم الذاتي عن بعد.
كذلك يتعين ملاحظة أن المهم ليس مجرد الوجود، ولكن مدى إمكان الاعتماد عليها- فمازال البريد العادي غير مضمون وصوله، ناهيك عن وصوله بسرعة، لعموم القطر، وتقلل الأعطال المتكررة من الاستفادة من وسائل الاتصال الباقية، في بلدان نامية.
والنوعية مسألة حتى أعقد. وهنا تثار أمور مثل: هل تصل التليفونات "كابلات" نحاسية تقليدية أو ألياف ضوئية، وأي أساليب نقل المعلومات تطبق في الشبكات؟ حيث تحدد هذه الفروق طاقة نقل المعلومات ومدى سرعة نقلها عبر الشبكات، ومن ثم درجة غنى الرسائل التعليمية التي يمكن نقلها.

الوسائط التقنية الأكثر مناسبة للتعليم عن بعد في البلدان النامية

وبناء على المناقشة السابقة، يظهر أن الراديو- والصوتيات بوجه عام- يليها التلفزيون، هي الوسائط الأكثر مناسبة للاستعمال الواسع، خاصة فى ميدان مقاومة الاستبعاد من التعليم، في البلدان النامية حاليا.
فتتميز هذه التقنيات، من حيث المبدأ، بكونها واسعة الانتشار، ورخيصة نسبيا، ولا تحتاج بنية تحتية مكلفة. والواقع أن انتشار البث الإذاعي في البلدان النامية متسع جدا، لأسباب غير تعليمية، وفى الأغلب مترد نوعا، بما يؤسس حاجة للاستخدام الفعال لهذه الوسائط في التعليم والتنوير.
ولكن ينتاب الإذاعة التعليمية، المسموعة والمرئية، وجه قصور تعليمي أساسي هو غياب التفاعل المزدوج بين المعلم والمتعلم. ومع ذلك، يزيد من الأهمية التي يجب أن تولى لاستعمال الراديو وجود تقييمات حسنة، حتى في تعليم أوليات الرياضيات والعلوم، لما يسمى "تعليم الراديو التفاعلي" الذي يتضمن إشراك المتعلمين عن بعد من خلال طلب قيامهم بنشاطات، فردية أو جمعية، أثناء البث الإذاعي، بدلا من مجرد الإنصات السلبي. ولا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من أن تمتد هذه الطريقة للبث التعليمي التلفزيوني. ولكن ذلك النوع من التواصل المنقوص لا يقوم بديلا فعالا، في كلتا الحالتين، للتفاعل الآني.
وفوق ذلك، فإن المزايا العامة التي ذكرنا أعلاه للإذاعة من حيث المبدأ لم تمنع أن تعانى برامج البث الإذاعي التعليمي في البلدان النامية، التي اهتمت بتقييمها، من أوجه نقص عديدة منها نقص التمويل، وقلة المعدات ووقت الإذاعة المتاح، وضعف تدريب العاملين، وقلة اهتمام المسئولين- الذين يفضلون البرامج المدرة للربح- وحتى المعلمين.
غير أن التوصية بالاهتمام بالإذاعة لا تعنى، على الإطلاق، إهمال التقنيات الأكثر تطورا، خاصة وهى تحمل الأمل الأكبر في مواجهة مشكلة تردى نوعية التعليم التقليدي في البلدان النامية.
الحاجه إليه :

الحاجة إلى التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات

بداية، يمكن، بل مطلوب بشدة، أن يساهم التعليم عن بعد فى حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدى، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسى بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى.
ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد فى مكافحة تردى النوعية فى التعليم التقليدى من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذى يساعد على استخدامها فى البلدان الأفقر.
ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد فى التغلب على ندرة المعلمين، خاصة فى المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوى المعلمين باستمرار، وتساهم فى توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء فى تعليم النشء أو فى تدريب عامة المعلمين.
غير أن لتبنى التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعى وفى المعترك الدولى.
على الصعيد الاجتماعى، سيساعد تنامى "التعلم الذاتى عن بعد" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغنى فى التعليم الأرقى نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعى، بدلا من وظيفته المرجوة فى التقليل من الفوارق الاجتماعية.
وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقانات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقانات التعلم الذاتى عن بعد لأبناء غير القادرين.
وفى المعترك الدولى، تنطوى عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخرى مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطنى، قوى ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معنى- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده.
وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافى نقائص التعليم التقليدى، خاصة تلك التى ينعقد الأمل على التعليم عن بعد فى المساهمة فى مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التى ذكرنا أعلاه- وتردى النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.
شروط نجاحه :

شروط نجاح التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات

هناك قدر من الانبهار بالتعليم عن بعد، وباستخدام التقنيات الأحدث، وكأنها حلول سحرية، دون تمحيص. هذا على حين يواجه التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات بوجه خاص، مشكلات عديدة، تزداد حدة في البلدان النامية. والخشية أن تؤدى حالة الانبهار هذه إلى إحباط ضخم، في ميدان التعليم. إذ ليس التعليم عن بعد حلا سحريا، بل أحد عناصر منظومة تعليم متكاملة، وهكذا يجب أن ينظر، وأن نقدم عليه باعتباره تحديا كبيرا، إن أردنا النجاح في هذا الميدان الحديث نسبيا.
فعلى حين يقدم بعض الباحثين، في الغرب، قرائن على أن بعض برامج التعليم عن بعد يمكن أن تنتج نوعية أعلى من التعليم، خاصة العالي، بسبب ضرورة تحمل المتعلم للمسؤولية، والاشتراك الأكثر فعالية للمتعلمين في العملية التعليمية، وغياب الحواجز النفسانية للتعبير في المجموع، وغيره من المبررات، لا يوجد دليل علمي قاطع على أفضلية التعليم عن بعد على التعليم التقليدي في منظور النوعية.
وعلى العكس، يتوافر دليل قوى على أن برامج التعليم عن بعد تعانى معدلات انقطاع أعلى من التعليم التقليدي. وهذا أمر متوقع في ضوء ظروف غالبية الملتحقين بالتعليم عن بعد، والتي أدت لحرمانهم من التعليم التقليدي بداية.
والواقع أن التعليم عن بعد يمكن أن يقع في نفس مشاكل التحصيل في التعليم التقليدي، خاصة ثلاثية "التلقين-الاستظهار-الإرجاع" اللعينة. بل يمكن أن يعانى منها أكثر من التعليم التقليدي بسبب توسط المعدات الجامدة بين المعلم والمتعلم. ولذلك يجب أن تكوّن مقاومة التسرب وضمان النوعية الراقية محاور أساسية في التخطيط للتعليم عن بعد.
والمعروف أن آثار التعليم عن بعد أكثر تشتتا من التعليم التقليدي، ومن ثم أصعب في التقييم. وتزداد هذه الصعوبة فى البلدان التى تضعف فيها فكرة التقييم، وتقل مصداقية جهود التقييم.
وتطوير المواد التعليمية، المشوقة والفعالة، في التعليم عن بعد أمر صعب ومركب- يجب أن يتم من خلال فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء، فى الموضوعات وفى التقنيات ووسائط الاتصال المستخدمة، وفنانين وغيرهم. ويجب أن يقوم إنتاج المواد التعليمية على تبنى نموذج "البحث-التطوير-التقييم-المراجعة" باستمرار.
وهو أيضا مكلف. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقدر أن تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة تبلغ حول ثلاثة آلاف دولار. ولذلك كثير ما يتم التأكيد على أن الاستفادة من التعليم عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والعائد.
وتمثل ندرة المواد التعليمية الصالحة للتعليم عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوى فى هذا المضمار.
المنظومة البشرية: تشترك فئات متنوعة، و"جديدة"، من البشر في التعليم عن بعد، وتزداد- عددا وتنوعا- في التعليم متعدد القنوات. فبدلا من مجرد "ثنائي" المدرس والطالب يقوم التعليم عن بعد- في الحد الأدنى- على "ثالوث": معلم عن بعد- أو معلم في "الأستوديو"؛ متعلم عن بعد؛ ميسر الموقع (الذي يتعامل فيه المتعلم عن بعد) بجوانب العملية التعليمية عن بعد، خاصة من خلال وسائل الاتصال المتقدمة غير المتاحة للمتعلم الفرد.
ويتعين أن تتفاعل الأطراف الثلاثة كفريق كفء مع تغير دور المعلم والمتعلم عن المتعارف عليه في التعليم التقليدي. فالمعلم عن بعد- الكفء- ليس ملقنا لكم معين من المعلومات، ولكن ميسرا للتعلم من خلال الاكتشاف، وعبر التواصل مطرد الترقي.
لكن هناك- غير هؤلاء الثلاثة- آخرين كثر تضمهم فرق تصميم وإنتاج المادة التعليمية، كما أشرنا، والفنيين والإداريين في مواقع التعليم عن بعد وفى الإدارة التعليمية على مستوياتها المختلفة، ومقدمو خدمات الاتصال المختلفة، وغيرهم.
وهناك خطر أن يقع التعليم عن بعد في أيدي "التقانيين"- نتيجة لقلة معرفة التربويين بالتقنيات الحديثة، أو افتتانهم الشديد بها. وينطوي ذلك على الوقوع في التركيز الزائد على التقنيات والمعدات، عوضا عن الهدف الأصيل وهو الاحتياجات التعليمية للمتعلمين عن بعد. إن التعرف على هذه الاحتياجات، وأفضل السبل للوفاء بها، يجب أن يسبق حتى اختيار التقنيات وتحديد التوظيف الأفضل لها لتحقيق الغاية التعليمية. ويستلزم درأ ذلك الخطر، على وجه الخصوص، أن يعاد توجيه برامج تكوين التربويين، الجامعية وأثناء الخدمة، لتتضمن مكونا قويا في التعليم عن بعد، نظريا وعمليا.
البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات: واضح أن تكلفة التعليم عن بعد، خاصة التفاعلي منه، مرتفعة لدرجة يمكن أن تكون مانعة للانتشار، ولو المحدود. إذ حتى في الولايات المتحدة الأمريكية تحول القيود المالية أحيانا دون توافر المعدات والبرمجيات ومداخل شبكات الاتصال اللازمة لهذا النوع من التعليم عن بعد. ويزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقادم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد-التفاعلي.
وخلاف التكلفة، هناك شروط عديدة للاستخدام الفعال للمعدات الحديثة من أهمها التدريب الفعال والصيانة المستمرة. ويترتب على قلة توافر هذه الشروط تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكانياتها. وقد يصل الأمر لبوار المعدات، وقلة الاستفادة من البرمجيات، تحت ظروف البيروقراطية والإهمال المتفشيين في الإدارة الحكومية في البلدان العربية.
وعلى السياق التنظيمي والإداري يتوقف العائد على نظم التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات. إذ أن التعليم عن بعد نسق أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقى. وتزداد المشكلات التنظيمية والإدارية تعقيدا في إدارة التعليم متعدد القنوات. والمعروف أن الإدارة المدرسية التقليدية تميل للمركزية والجمود، بينما يكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية والمرونة اللازمين لتكامل عديد من المكونات المتباينة في نسق متكامل يسعى لبلوغ غاية مشتركة.
وعند تبنى التعليم عن بعد يصبح مطلوبا بوجه خاص مرونة القيادات التعليمية- وهى في العادة أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة، واغترابا عن التعليم عن بعد ومحتواه التقانى، من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. ويستلزم ذلك الاهتمام بالتوعية المكثفة بمضمون التعليم عن بعد، والتدريب على إدارة مكوناته العديدة، والتنسيق بينها، خاصة في مستويات الإدارة التعليمية المختلفة قبل بدء البرامج.
وتتضمن الأمور التي تحتاج عناية خاصة في مضمار التنظيم والإدارة، ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي، مسائل "الاعتراف" بالمؤسسات العاملة في ميدان التعليم عن بعد، وتقييم المتعلمين، وتقييم المعلمين، والترخيص للمعلمين وتجديده، وتدريبهم.
ويمثل السياق الاجتماعي للتعليم عن بعد محددا جوهريا لمدى نجاحه. وهنا تثور عدة مشكلات تطلب اعترافا من ناحية، ومواجهة جادة من ناحية أخرى.
بداية يعانى التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية، حيث يُعد تعليما "من الدرجة الثانية"، يرتاده فقط من لم يقدر، أكاديميا أو ماليا، على "امتلاك" أشكال التعليم التقليدي. وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة. وجلي أن السلاح الأمضى في هذه الحرب هو ضمان النوعية المتميزة في برامج التعليم عن بعد، خاصة تلك البديلة للتعليم التقليدي. والسبيل الأساسي لذلك هو تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة. وتبين الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المتميزة بخريجى برامجه بين طلبتها.
والخلاصة أن الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات- خاصة باستعمال تقنيات التفاعل الإلكترونية- يقتضى ثورة حقيقية في التعليم ككل. فكل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين أن يتكامل في منظومة متناغمة داخليا، وتلتئم- في تناغم أيضا- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب واكتساب الخبرة التراكمية من خلال التقييم الرصين والتطوير المستمر.
تطبيقه :

التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر ( تقييم أولى )

جهود التعليم عن بعد

استخدام التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر من خلال الإذاعة، بنوعيها، قديم نسبيا. فيعود الاستغلال الموثق للتلفزيون في مجال محو الأمية مثلا إلى الستينيات الأولى. وربما سبقته الإذاعة. ويدل شتات الوثائق المتاح على ثراء البرامج الإذاعية، المسموعة والمرئية، في دعم تعليم الكبار والتعليم الأساسي، وهناك الآن مشروع لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالراديو.
وقد قامت وزارة التربية والتعليم بجهد في إعداد مواد للدراسة المستقلة بواسطة المعلمين في مجالي التربية السكانية والبيئية. ويمكن أن يندرج تحت وسائط الدراسة المستقلة أيضا جهد وزارة التربية والتعليم في إعداد مواد تعليمية على شرائط فيديو وأقراص مضغوطة، بفرض توافر المعدات اللازمة، وإمكان استخدامها بواسطة التلاميذ.
ولعل نظام الانتساب الموجه لمعلمي التعليم الأساسي من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات، والذي يطبق بالتعاون مع كليات التربية في الجامعات المصرية هو برنامج التعليم عن بعد الوحيد المتكامل في مصر، حيث ينتهي إتمامه بالحصول على شهادة في التربية (التعليم الأساسي) تعادل درجة البكالوريوس. حيث يعتمد الملتحقون بالبرنامج على التعلم الذاتي، بالإضافة إلى الحضور إلى مراكز دراسية في أوقات فراغ مناسبة، والانتظام في الدراسة أثناء العطلة الصيفية لمدة شهرين لدراسة المواد التي تتضمن جوانب عملية. وهذا البرنامج من أقدم البرامج (تعود بداياته إلى عام 1983) وأضخمها. ويُقدّر أنه قد تم تأهيل أكثر من مائة ألف معلم منذ بدء البرنامج (المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، 1998).
ولا خلاف في أن شبكة الاجتماع بالفيديو في مصر منجز تقنى بارز يعبر عن طفرة في استخدام وسائل التعليم عن بعد الإثرائية، حيث يشكل ارتباط 29 مركزا للتخاطب الآني بالصوت والصورة، يمكن أن تستوعب ما يربو على 3700 مشارك، تجسيدا لتقنيات الاتصال الأحدث ذات شأن عظيم. وقد استخدمت الشبكة بكثافة منذ إنشائها. وتشير إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي إلى عقد 124 برنامجا باستعمال الشبكة خلال اثني عشر شهرا المنتهية في منتصف 1998، ضمت قرابة 170 ألف مستهدف، بالإضافة لاجتماعات الدكتور الوزير بقيادات التعليم على مستوى الجمهورية باستخدام الشبكة.
ويوفر تزويد المدارس بالحواسيب المجهزة بالاتصال عبر خطوط الهاتف، من حيث المبدأ، إمكان اتصال المعلمين والتلاميذ بالشبكات، خاصة الإنترنت، التي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات، وسبيلا مهما للتعلم الذاتي. ويستمد من إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي أنه قد تم، حتى نهاية عام 1998، تزويد أكثر من عشرة آلاف مدرسة في مراحل التعليم الأساسي بهذه القدرة.
ولا ريب في أن القنوات الفضائية المخصصة للتعليم، ونصيب التعليم الأساسي منها أربع، هي أحدث الإضافات لترسانة وسائط التعليم عن بعد في مصر. ورغم أن القنوات التعليمية المتخصصة مازالت في مراحلها الأولى، فقد احتدم الجدل حولها: تكلفتها وجدواها، وتحدى كم الإنتاج الهائل المطلوب، ومضمون البث، ومواعيده، ووسيلة استقباله وتكلفتها، وانعكاس ذلك كله على قدر فائدة الفئات الاجتماعية المختلفة منه (انظر، على سبيل المثال، تقرير الحلقة النقاشية التي عقدها مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بكلية الإعلام، في "الأهرام الاقتصادي"- 25 يناير 1999).
ويمكن القول بأن التوثيق الذي توافر من خلال العمل على هذه الدراسة الأولية يقصر بشدة عن مقتضيات تحليل عميق، ناهيك عن تقييم رصين.
ولنأخذ بعض الأمثلة. فلم تتوافر، باستثناء جزئي وحيد في مجال محو الأمية، بيانات مضبوطة عن كم الإرسال الإذاعي، المسموع أو المرئي، في خدمة التعليم الأساسي، ولا عن مدى الاستماع له، ولا تقييم لجدواه. ولم تتوافر بيانات عن استعمال وسائل الدراسة المستقلة التي طورتها الوزارة. ولم تتوافر معلومات عن مدى وطبيعة استخدام الحواسيب في المدارس، خاصة في الاتصال بالشبكات. ولم تتوافر تقييمات لمدى فعالية التدريب من خلال شبكة الاجتماع بالفيديو. وهكذا.
وجلي أن الخطوة الأولى في الدراسة المتأنية لاستخدام التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي، وللعمل على تطويره وزيادة فاعليته، هي توفير مثل هذه البيانات التفصيلية، دوريا وبسرعة، على مستوى عال من الجودة.
ويلخص الجدول التالي، في حدود ما أمكن جمعه من مادة- وهو قليل، أهم ملامح استعمال التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر على صورة مصفوفة من سبعة وسائط في مجالات ثلاثة.
ويلاحظ أن خلايا الجدول، باستثناء واحدة- تلك المتعلقة بالانتساب الموجه لمعلمي التعليم الأساسي- هي إثرائية (لا تمثل بديلا للتعليم التقليدي). والاستخدامات الإثرائية للتعليم عن بعد هي الأصعب في المتابعة، ومن ثم في التقييم.
مصفوفة وسائط-مجالات التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات (الإثرائى)
في التعليم الأساسي في مصر

المجال
الوسيط
محو الأمية وتعليم الكبار
رياض الأطفال، والتعليم الابتدائي والإعدادي(1)
تدريب المعلمين(2)
الإذاعة
برامج محو الأمية
البرامج التعليمية: الفصول التعليمية- أستاذ على الهواء- فترات مفتوحة على الهواء- مشروع لتعليم الراديو التفاعلى (اللغة الإنجليزية)
مشروع لتعليم الراديو التفاعلي (اللغة الإنجليزية)
التلفزيون
منذ 1963- حاليا 8 قنوات محلية: تنويهات وبرامج "العلم نور"
و"هيا نتعلم" و"قول يا قلم" و"أتعلم وأتنور"
و"بكره الشمس تطلع"
البرامج التعليمية

الدراسة المستقلة

شرائط الفيديو والأقراص المضغوطة- إنتاج وزارة التربية والتعليم
موديولات تعليمية: التربية السكانية والبيئية
الانتساب الموجه


كليات التربية-
معلمو المرحلة الابتدائية
(100 ألف، حتى 1996)
الاجتماع بالفيديو


29 مركزا بطاقة 3751 مشاركا- 124 برنامجا (168 ألف مستهدف،
12 شهرا حتى منتصف 1998)(3)
الإنترنت

10407 مدرسة حتى 1998

القنوات الفضائية
قناة
قناتان
قناة
(1) التعليم الابتدائي يشمل الفصل الواحد، وتشمل المراحل كلها "التربية الخاصة".
(2) تدريب المعلمين يشمل الموجهين والإداريين.
(3) لا يشمل الاجتماعات مع الدكتور الوزير.

تقييم جهود التعليم عن بعد

إن كان توثيق جهود التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر غير كامل، فالتقييم الرصين لهذه الجهود شبه غائب.
لم يتوافر للكاتب إلا دراسة تقييمية واحدة للحملة الإعلامية لمحو الأمية، قام بها مركز بحوث ودراسات المرآة والإعلام، بكلية الإعلام، بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار (1998). وتضمنت هذه الدراسة استطلاع آراء عينة من الجمهور ومن العاملين بمحو الأمية في بعض جوانب التعليم عن بعد، في ميدان محو الأمية، من خلال الإذاعة، المسموعة والمرئية. وقد سبق هذه الدراسة تنظيم الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار للحلقة النقاشية الأولى للبرامج التعليمية لمحو الأمية في التلفزيون المصري عام 1996.
وعلى هذا يظهر أن الاهتمام بالتقييم كان أوضح ما يكون، في حدود ما توافر من بيانات، في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وهو أمر يستحق الإشادة. غير أن ما قام فعلا من تقييم في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، لا يفي في تقديرنا بمقتضيات تقييم واف لهذا المجال الحيوي من التعليم الأساسي.
إذ يتطلب التقييم الرصين في هذا المجال، بداية، توافر "إحصاءات الخدمة" التي تجمع من خلال التقارير الإدارية: عدد الفصول، عدد المقيدين، عدد الناجحين في الاختبار، وخصائصهم.
ولكن، على فائدتها، لا تكفى هذه البيانات لتقييم جاد للإنجاز، وهو أحد المدخلات الأساسية لعملية تخطيطية سليمة. وهناك ستة اتجاهات أساسية للعمل في هذا المجال:
 1. الالتحاق بالبرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته.
 2. الاستمرار في البرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته.
 3. اجتياز الاختبار النهائي للبرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته.
 4. اكتساب المعارف والمهارات عند إنهاء البرنامج، تفاوتاته ومحدداته، من خلال اختبارات مقننة للمستفيدين عند التخرج.
 5. الاحتفاظ بالمعارف والمهارات بعد إنهاء البرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته.
 6. تحليل التكلفة-العائد.
وتتطلب الاتجاهات الثلاثة الأولى قيام نسق شامل وكفء لإحصاءات الالتحاق، والتقدم للاختبار، والنجاح فيه يوفر خصائص الأفراد. وبالإضافة، تتطلب كل الاتجاهات الستة، خاصة جانب المحددات في الاتجاهات الثلاثة الأولى والثلاثة الأخيرة بكاملها، القيام ببحوث معمقة تنبني على مسوح المعاينة.
وقس على ذلك فيما يتصل بباقي المجالات المتضمنة في حصرنا لجهود التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر.
آراء عينة من القيادات التعليمية
في محاولة أولية للتغلب على نقص جهد التقييم، نقدم فيما يلي موجزا للآراء التي أبديت خلال المؤتمر بالفيديو الذي عقد مع القيادات التعليمية فى عموم الجمهورية، وممثلي الآباء، يوم
2 فبراير 1999 لمناقشة استعمال التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر، ومدى فعاليته.

استيعاب مفهوم التعليم عن بعد

حتى بعد تقديم موضوع التعليم عن بعد بوجه عام وعرض استخداماته في دعم التعليم الأساسي في مصر، لم يكن هناك لدى بعض المشاركين فهم واضح لمعنى التعليم عن بعد، وللتفرقة بينه وبين التعليم متعدد القنوات (حيث تدعم أشكال من التعليم عن بعد التعليم في المؤسسات التعليمية النظامية).
كان هناك ميل لاعتبار أي استخدام لوسائل تعليمية متطورة (بما في ذلك معامل العلوم مثلا)، وبوجه خاص تلك التي تقوم على التقنيات الأحدث (مثل شرائط الفيديو أو الأقراص الممغنطة المضغوطة CDs)، ولو بواسطة المعلم في سياق التعليم في المدارس، تعليما عن بعد.
وتؤكد هذه الصعوبة على ضرورة تقوية جهد التوعية بأساليب التعليم عن بعد في أوساط المعلمين.

تقدير الفعالية

تردد التقدير بأن معدات حديثة (مثل الفيديو والحواسيب) قد خصصت فعلا لبعض المدارس ولكنها لم تستخدم الاستخدام الأكفأ لأسباب متعددة، تضم:
· بعض المدارس (في مباني قديمة) لا تتوافر بها الإمكانيات المطلوبة لتشغيل الأجهزة، وبعضها حتى لا يدخل في خطة هيئة الأبنية للتطوير بحيث تتوافر الإمكانيات المطلوبة مستقبلا.
· خوف المعلمين المسئولين عن الأجهزة، عالية التكلفة، من تلفها أو سرقتها، الأمر الذي يدعوهم لتقليل إتاحتها للاستعمال العام (طالب بعض المشاركين، بحماس، بضرورة توفير وظيفة "حارس ليلى" بالمدارس).
· قلة التجهيزات، ونقص سعة أماكن المشاهدة والاستعمال، في حالة الفيديو والحواسيب، بالمقارنة بعدد الطلاب والفصول في المدرسة.
· تقادم الأجيال الأولى من الحواسيب واختلاف نوعها (الماكينتوش) عن المعيار السائد الآن، والذى تطور له البرامج التعليمية.
· ضعف وسائل الاتصال التليفوني، الأمر الذي يقصر الاتصال بالإنترنت في المدارس التي تتوافر بها الإمكانية على بعض المعلمين.
· يقلل تكرار انقطاع التيار الكهربائي من الاستفادة.
· قلة معرفة المعلمين المسئولين- بسبب قصور التدريب الذي يحصلون عليه- وثقل العبء الملقى عليهم (بالإضافة لجداول حصصهم).
· قرب غياب معرفة مديري المدارس والموجهين بإمكانيات الأجهزة والسبل الأفضل لاستخدامها.
· قلة توافر الإمكانيات اللازمة لتوفير الخامات المستهلكة (الأحبار، والورق، والشرائط، والأقراص الممغنطة).
· ضعف صيانة المعدات.
· قلة كفاية البرامج التعليمية عن تغطية المناهج، وتأخر وصولها خلال العام الدراسي.
· قلة الوقت المتاح لاستخدام الأجهزة والبرمجيات في ضوء توقيتات الانتهاء من أجزاء المناهج.
وتثير هذه الملحوظات الحاجة الماسة إلى تعزيز جهود المتابعة والتقييم في ميدان التعليم عن بعد للعمل على تلافى أوجه القصور.

العائد/التكلفة

أثير التساؤل عن مدى كفاية العائد على التكلفة الضخمة لاستخدام بعض التقنيات الحديثة، خاصة في ضوء غياب بعض المقومات الأساسية للعملية التعليمية السليمة (الطباشير الصحي، وسائل الإيضاح الأساسية، …).
الاجتماع بالفيديو
اعتبر مفيدا، وتم التعبير عن الرغبة في توسيع نطاقه على المستوى المحلى، ولكن أثير أن عقد الاجتماعات بالفيديو أثناء فترة الدراسة يصيب الأداء المدرسي بالاضطراب. كذلك يعتقد أن الاجتماع بالفيديو يجب أن يكمّل بأشكال من التدريب العملي في مجموعات صغيرة تحت إشراف متخصصين.

القنوات الفضائية

تكرر تفضيل نقل المواد التعليمية عبر قنوات الإرسال التلفزيوني العادي، المتاح للجميع تقريبا، بدلا من القنوات الفضائية التي تتطلب إما شراء جهاز فك الشفرة decoder (للقادرين) أو الاكتفاء بالمشاهدة في المدارس (لغير القادرين). كما أن المشاهدة في المدارس ستتزاحم مع الدروس العادية وتواجه مشكلة نقص الأماكن المتسعة لجميع التلاميذ في أغلب المدارس.

مكافحة الدروس الخصوصية

ارتأى البعض أنه يمكن استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، خاصة شرائط الفيديو المسجلة لمعلمين ممتازين والأقراص المضغوطة المشوقة، في مكافحة الدروس الخصوصية، بعد أوقات الدراسة المعتادة، في المدارس بشرط توافر أماكن المشاهدة المناسبة. إذ، خلافا للبث الإذاعي المرئي أو المسموع، توفر الشرائط والأقراص إمكان التوقيف والمناقشة والإعادة حسب حاجة المتعلمين في كل موقع.
فى النهاية، تم التعبير عن الحاجة لزيادة الاهتمام ببرامج التعليم عن بعد لذوى الاحتياجات الخاصة.

خاتمة

يتضح من الأقسام السابقة أن الجهود، القديمة والمتعددة، وكذلك الطفرة الأحدث، في استعمال التعليم عن بعد في مصر، ليست موثقة بالدرجة المطلوبة للدراسة المتأنية أو لتقييم مدى الفعالية، أو تقدير العائد على التكلفة، وهى ضخمة أحيانا. غير أن التقييم الرصين لاستعمال التعليم عن بعد يتطلب ما يتعدى التوثيق الوافي إلى عمليات بحثية مضبوطة.
وهناك مؤشرات، انطباعية في الأساس، على قلة فعالية استخدام التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة، وقصور العائد بالمقارنة بالتكلفة. وليس هذا بالأمر المستغرب في ضوء التحليل العام للمشكلات التي تواجه الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد في البلدان النامية، والتي أشرنا إليها في القسم الأول من الورقة.
والمؤكد أن ضمان التوثيق الوافي، وإعمال التقييم الرصين، يعظمان من فرصة الاستغلال الأمثل للتعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي، من خلال التصحيح والتقويم المستمرين، وهما متطلبان جوهريان لزيادة كفاءة أي نشاط إنساني مركب.
منقول